هرطقة دوستم الإعلامية

General Abdul Rashid Dostum

General Abdul Rashid Dostum

أبقى الله سبحانه وتعالى الجنرال دوستم العامي، الذي لاتُفهم رعونة كلامه إلا بعد الدقة والملاحظة البالغين، وأمهله كي يكون في رصيده أفظع الجرائم وأبشعها، بدءً من محاربة المجاهدين إلى فظائعه في ” قلعه جنكي”.

هذا العجوز الفارّ من المعركة الذي يصوّر صوراً تذكارية مع الجنود في القفار والفلوات التي لا يوجد فيها أحد، ويقول بأنه يحارب المجاهدين فيها، لم يكتف بهذا؛ بل بمساعدة وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية صنع من نفسه أسطورة خيالية لا تعرف الهزيمة والنكوص، ولا يكاد يمضي يوم إلا وهو يقبض على سرب من الاستشهاديين، ويصنع من ذلك دراما لأسياده الأجانب كي يرفع من قدره في أعينهم وفي أعين الناس.

فهذه الاغتيالات المزعومة لا تنتهي، مروراً بمسابقة حمل العنز (مسابقة محليّة سائدة شمالي أفغانستان، يساهم فيها عدد كبير من الناس، يحملون عنزاً أو شاة على الخيول، كل واحد يأخذه من صاحبه، ولايفوز بحمله إلى المكان المحدد إلا من كان ذو قدرة وحرفة بالغتين) التي أراد دوستم مشاهدتها، فقبضوا – على حد قولهم – على بعض الاستشهاديين الذي أرادوا قتله، ثم بعد ذلك أيضاً ادعوا زوراً بأنهم قبضوا على بعض المجاهدين الذين كانوا يخططون لقتل دوستم ومعهم أحزمتهم الناسفة وصدرياتهم.

و في هذه الأيام أيضاً نشر مرتزقة دوستم على صفحة دوستم في فيسبوك فلماً مفبركاً، بأنهم قبضوا على 3 من الاستشهاديين ومعهم أحزمتهم الناسفة، يريدون اغتيال دوستم، فقبضوا عليهم قبل تنفيذهم عملياتهم!

هل هذا من المعقول أصلاً أن يسلم الاستشهادي الذي لبس حزامه، نفسه لجنود دوستم؟

لماذا إذن يلبس الصدرية ويتقدم إلى أن يقترب من مكان العميلة ثم يوقفه الجنود، فيقبضون عليه وهو يسلم نفسه بدل أن يفجر؟

الله يُسلّم عقلك ما أكبر هذا الكذب! وما أعظم هذه الفرية!

ولكن التقارير الميدانية والمصادر الإخبارية المطلعة تؤكد أن الجنرال دوستم بمليشياته المسلحة تسببوا في مضايقة عامة المواطنين في تلك المناطق، وقتلوا، وشردوا، وإنه إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن في الشمال الافغاني فإن البلاد ستتجه نحو كارثة سياسية وأمنية خطيرة.

ومن جانبه يرفض الجنرال دوستم تلك التقارير ويصفها بأنها دعايات إعلامية، ولا أٍساس لها من الصحة، ويدعي أنه ذهب إلى الشمال بأمر من الرئيس الأفغاني في الشمال، وأنه كان يقود العمليات العسكرية هناك، وأضاف أن الرئيس الأفغاني ومجلس الأمن القومي هو من قرر لذهابه إلى الشمال الأفغاني لدك مقاومة من أسماهم (أعداء الوطن)، مؤكدا على أنه كان يعلم أن سقوط ولاية فارياب في أيدي “المتمردين” يعني سقوط الشمال برمته في أيديهم؛ لذا كان من اللازم أن يذهب إلى هناك مؤكداً أنه ذهب إلى الشمال الأفغاني بإرشادات من مجلس الأمن القومي وبأمر من الرئيس الأفغاني وليس هو الفريد في هذا القرار.

ولفت دوستم إلى أنهم نفذوا عمليات عسكرية مجدية ضد مراكز طالبان وداعش والأزبك والشيشانيين وتمكنوا من تطهير إقليم فارياب ومقاطعة كوهستاناتو من تواجد المسلحين بالكامل.

جاءت تصريحات الجنرال دوستم الأخيرة في الوقت الذي استولى فيه مجاهدوا الإمارة الإسلامية على قرابة 22 قرية في منطقة قيصار بولاية فارياب والتي استولت عليها مليشيات دوستم قبل أيام، الأمر الذي يؤكد قوة مسلحي طالبان وشعبيتهم وسط سكان المنطقة، وليست دعاوى دوستم إلا هرطقة إعلامية بعدما فشل وخسر في الميدان.