هلمند عرين الأسود ومعقل العباقرة

ghanimataliban

ghanimataliban

تعد ولاية هلمند من الولايات الاستراتيجية بأفغانستان، يوجد بها زهاء 15 من الوحدات الإدارية، وتقع قلعة بست الكبيرة فيها، وتحکي جدرانها الكبيرة وحصونها الحصينة تغير الأيام والدول فيها.

وفي هذه الولاية نهر كبير يجري من مديريات شمالي هذه الولاية إلى المديريات الجنوبية، وبعبارة أخرى يعد هذا النهر كعمود فقري لهذه الولاية.

أجل؛ لقد ابتلع هذا النهر غزاة القرن الواحد والعشرين مثل النيل. ومع مجيء المحتلين واحتلال البلاد من قبل الحلف الأطلسي وعلى رأسهم أميركا، قصف المحتلون أولاً مديرية لشكرجاه، وخلقوا الذعر والرعب في الآمنين، وهكذا سالت أنهار من الدماء البريئة في هذه الولاية كسائر الولايات الأخرى، واحتل المحتلون هذه الولاية تحت قصف طائرات B52، فاقترف المحتلون مظالم تقشعر منها الجلود، ولم يطل المقام حتى قام شعبنا المسلم المجاهد وثار كالبركان على المحتلين في أفغانستان، فرص أفراد الشعب المجاهد صفوفهم وقاموا قومة رجل واحد، وأرسلوا فلذات أكبادهم إلى أسخن المعارك والخنادق ضد المحتلين الأجانب، وهتفوا الهزيمة للمحتلين، والحكم لله، نريد الشريعة الإسلامية.

وحاز أهل هلمند قصب السبق في الجهاد، وجعلوا من جبال المديريات الشمالية الكبيرة ولاسيما جبال مديرية واشير ومديرية نوزاد، عريناً ومأوى لهم، وتدرب المجاهدون جماعات وزرافات ههناك؛ يستعدون للعمليات.

و بعد مدة قصيرة فتح المجاهدون مديريات منها واشير، وموسى قلعه، وباغران، وبغني مارجه، وناوه، برافشه والمديريات الأخرى، ورفعوا على المديريات المفتوحة راية الإمارة الإسلامية، وهذا ما أغاظ الصليب فجاؤوا بقضهم وقضيضهم وحدّهم وحديدهم، حتى أن القوات البحرية نزلت بالمآت والآلاف لقتال المجاهدين، فاقترفوا أبشع المظالم ولم يرحموا الشيوخ الركع، ولا الأطفال الرضّع، ولا حتى البهائم، ولكن بحمدالله وكرمه كان المجاهدون لهم بالمرصاد، فدكوهم دكاً بعملياتهم القاصمة، وغزواتهم الحاسمة المباركة، وأبطالهم الاستشهاديين والانغماسيين، وألغامهم الناسفة، وتكتيكاتهم القتالية العالية، وقاداتهم الأبطال وهذا ما أدى إلى هزيمة وسحق القوات البحرية، فنكصوا على أعقابهم مهزومين أذلاء صاغرين.

ودخل الغزاة البريطانيون المعركة بعدما أنشأوا لأنفسهم “كمب بيشن” عام 2006م، ونفذوا غاراتهم على المجاهدين، وتكبد المحتلون البريطانيين أفدح الخسائر في هذه الولاية، وقد كان لهم 143 قاعدة في هذه الولاية لوحدها، ومع استقرارهم في كمب بيسشن ومديريات هذه الولاية، بدأت خسائرهم الفادحة، وصارت هلمند مقبرة للغزاة المحتلين البريطانيين، ووقع جنودهم في كمائن المجاهدين، ويومياً كانوا يرسلون من قاعدة بيسشن توابيت إلى أهاليهم. فقتل منهم الآلاف، وجُرحوا وفقدوا أطرافهم، وعانوا الأمراض النفسية المزمنة التي تنتهي بهم غالباً للانتحار، إلى أن خلوا قواعدهم واحداً تلو الآخر عام 2014م وفضلوا الهروب على البقاء. فهرب المحتلون البريطانيين وحلفائهم أواخر عام 2014 من جميع المديريات بولاية هلمند، وهربوا أيضاً من قاعدة بيسشن. ومع حلول عام 2015م بدأت فتوحات المجاهدين مرةً أخرى، وسقطت مناطق كبيرة وقواعد كثيرة في هذه الولاية بيد المجاهدين، وأمن الشعب المظلوم الأبي الباسل من شر بقاء المحتلين الأجانب، وتنفسوا الصعداء بعيداً عن الظلم والعنجهية والاستبداد.

وتوسعت دائرة الفتوحات من مناطق سستاني وتريخ ناور بمديرية مارجه، وشملت المديريات واحدة تلو الأخرى. وهذا ما نشاهده بفتح مديرية موسى قلعه الاستراتيجية ونوزاد.

أجل؛ إن دل فتح مديرية موسى قلعه على شيء، فإنما يدل على فتح مديريات هلمند الشمالية، وفتح كامل هذه الولاية عما قريب إن شاء الله.

(هلمند) أرضك عزة وثبات           والمجد ثاو وصفه الإثباتُ

والغرب يعرف إن رءاك بأنه           إن جاء حلّت حوله النكباتُ

جلباته مكسورة، وجيوشه             مهزومة، وعتاده خرباتُ

والحرب تعلم أن أسدك أهلها         إن لاحت فوق رؤوسها الراياتُ

أسدٌ أقاموا عزهم بجهادهم           في عزهم، وكأنهم هالاتُ

تالله إن جهادهم بجلاله               نزل الكتاب، وجاءت الآياتُ